بسم الله الرحمن الرحيم
الولاء والبراء في العقيدة الإسلامية
الولاء : هو القرب من المسلمين بمودتهم وإعانتهم ومناصرتهم على أعدائهم والسكنى معهم.
البراء: هو قطع الصلة مع الكفار ,فلا يحبهم ولايناصرهم ولايقيم في ديارهم إلا لضرورة.
روى ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله" رواه الطبراني ,والبغوي بسند حسن
أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء
أولاً:
من يحب محبة خالصة لا معادة معها,وهم المؤمنون الخلَّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم,فإنه تجب محبته أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس اجمعين, ثم زوجاته امهات المؤمنين ,وأهل بيته الطيبين ,وصحابته الكرام ,خصوصاً الخلفاء الراشدين ,وبقية العشرة ,والمهاجرين والأنصار ,وأهل بدر ,وأهل بيعة الرضوان ,ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ,ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها ,كالأئمة الأربعة.
قال تعالى{ و الذين جاءوا مِن بَعْدِهِم يَقولونَ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سَبَقُونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنكَ رَءُوفٌ رَحيمٌ}
ثانياً:
من يبغض ويعادى بغضاً ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما,وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على إختلاف اجناسهم.
قال تعالى{لا تَجِدُ قوماً يؤمنونَ باللهِ واليوم الآخر يُوادُّون مَن حَادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَهُم أو إخوانهم أو عَشيرتَهُم}
ثالثاً:
من يحب من وجه ويبغض من وجه ,فيجتمع فيه المحبة والعداوة,وهم عصاة المؤمنين, يحبون لما فيهم من الإيمان ,ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك.
ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم ,فلا يجوز السكوت على معاصيهم,بل ينكر عليهم ,ويؤمرون بالمعروف ,وينهون عن المنكر,وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم.
لكن لا يبغضون بغضاً خالصاً ويتبرأ منهم كما تقول الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك .
ولا يحبون حب خالص كما تقول المرجئة ,بل كما ذكرنا في مذهب أهل السنه والجماعة.
وأشد الناس محاربة من عادى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وسبهم وتنقصهم ,وقد قال صلى الله عليه وسلم "الله الله في أصحابي لاتتخذوهم غرضا فمن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ,ومن آذى الله ,يوشك أن يأخذه" أخرجه الترمذي وغيره
وقد صارت معاداة الصحابة وسبهم ديناً وعقيدة عند بعض الطوائف الضالة!!نعوذ بالله من غضبه وعقابه,ونسأله العفو والعافية
س/إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصيه وسنة وبدعة .ما الحكم فيه؟؟
ج/ استحق من الموالاة والثواب بقدر مافيه من خير واستحق من المعاداة والعقاب بقدر مافيه شر مثل ..اللص الفقير تقطع يده لسرقته ولكن يعطى من بيت المال مايكفيه لحاجته ويتصدق عليه
س/هل يدخل في الموالاة معاملة الكفار في الامور الدنيوية؟
يجوز التعامل مع الكفار في المعاملات الدنيوية كمسائل البيع والشراء والإيجار والإستعانة بهم عند الحاجة والضرورة على ان يكون في نطاق ضيق وان لا يضر بالإسلام والمسلمين.
(من كتب العلم الشرعي)